كيف ستكون النهاية ؟
....... منذ الأذل استوطن الإنسان هذه الارض , في مختلف
بقاعها , منشرا علي مساحات واسعة , مكونا
مايعرف بالحضارة في كل بقعة يطؤها , واختلفت تلك الحضارات باختلاف المكان والزمان
وحتي بجوهر الإنسان الذي كان يسكنها , مخلفا بعده أجيال يحملون راية تلك الحضارة ,
وان اندثرت بعضها وتركت خلفها الاثار , وان اختفت بعضها دون علمنا بوجودها حتي ,
فلا احد يعلم ما كان يوجد وما بقي من تلك الازمان , ولكن مايسعنا فقط ان ندرك مابقي من شخص تلك الحضارات , فمازال الي يومنا هذا يعكس حضارته وان كانت في
صورة مختلفة نتجت عن تطورات وتغيرات خدمت حاجته و جلبت راحته و زادت رفاهيته .
وإن نظرت حولك في يومنا هذا ستجد هذا التطور واضحا مقارنة بما سبقنا ,
وإن لم تعرف هذا التطور كل الحضارات فمنها مازال متمسكا بجوهره وبيئته سوا كان ذلك
برغبته رافضا للتغير ومتعصبا فيه ومتمسكا بما خلفه اجداده جيل بعد جيل , او كان
سبب ذلك الثبات خاضعا لظروفه الخاصة وبئته
او حربت اجبرته علي ذلك , ويبقي السؤال الذي طرح نفسه وفرض وجوده واضعا علامة
استفهام في عقل كل شخص , تركته يتسأل اين ينتهي هذا التغير , فهل ستكون نهايته
وجودنا علي كوكب المريخ , نستوطنه ونجعله إمتدادا لمملكتنا ؟ ام ستكون نهايتنا هي أن
نهلك انفسنا ونلحق بي ماسبقنا وانقرض من مخلوقات , ولكن هذا المرة ستكون نهايتنا
مغياره لكل النهايات التي عرفتها الكائنات الحية , فنهايتنا ستكون بايدينا نحن ,
وهذا هو الإتجاه الذي نراه قريبا وإن بعد في نظر البعض , كما أنه الإتجاه الأجلى
والاكثر وضوحا , والذي لايستطيع ان ينكره شخص , وان تجاهله البعض غاضا بصره عنه
ولكنه في أعماق قلبه مدركا له, فما نراه
كل يوم من تغير في المناخ بصورة برزت في اشكال لايستطيع احد ان ينكرها , فكم من
زلزال خلف وراه الدماء والدموع و بحر حمل
بين طيات امواجه الهلع وغيرها من البراكين
و العواصف و ذوبان الجليد من القطبين الجنوبي والشمالي , واغرب تلك الظواهر الثلوج
التي زارت اماكن لم تعهد زيارتها يوما , و من جهه اخري الحرارة التي اجتاحت اجواء
اماكن لمن يزق اهلها طعم لها من قبل , والصحارى التي زادت اراضيها وفرضت نفسها علي
الغطاء الاخضر الذي كان حاضرا فيها , ولم
يسلم من هذا التغير كل ماهو حي , فكمية الحيوانات التي انقرضت وحدها تكفي لتوجه
لنا سؤال مفرداته من التالي ؟ , ويرجع هذا التغير الذي مازال يجتاح الي تطورنا
وتقدمنا في كافة المجالات , ونجد في كل مرحلة من مراحل هذا التطور سؤال بارزا
مفاده هل سنقف في هذا الحد ونحافظ علي مابقي ؟ ام نواصل ونزيد رفاهيتنا قبل ان
يحين الاوان للذهاب ؟ , فنضع في مخيلتنا احجيه هي : ماذا لو لمن نعرف التطور ؟ ماذا
لو بقينا كما جئنا ؟ بسطاء اقوياء لانعرف هذا القدر من الامراض التي صنعناها
بانفسنا , نعيش حياة لافرق فيها بين احد , ولكن لكل مساوئه فهذا يقف علي حساب
سلامتنا و راحتنا ورفاهيتنا المطلقة وذاك يحد من فترة وجودنا . ولكن يبقي الماضي
ماض والحاضر هو سيد زمانه .
ومن يعلم هل فات الاوان علي اصلاح مابقي ؟ ام لم يفت بعد ؟ , فمازلنا نواصل في تطورنا وبصورة اكبر من ما سبق , وإن كان في جانب اخر
يقف بعضنا في وجه هذا السلوك الذي غمرنا , محاولين لفت بصيرتنا الي ما يحدث حولنا , ولكن
قليل ما هم وقليل من يسمع , وحتي إن حاولنا
في تطورنا هذا تحسين ما نفعل بما حولنا ولكن ما قمنا به الي الان هي محولات خجولة
لاصلاح مابدر منا , ولم تصل الحد المطلوب حتى , الذي مايزال بعيدا جدا عن المنال ,هـــا نحن
اليوم نقاوم للبقاء ولكن لا نعرف كيف ستكون النهاية , او بالتحديد مكتفين
بالمقاومة لاندري كيف ومتى تكون النهاية .
بقلـــم
/ MB
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق