(المخطط الانقلابي الفاشل) .. تفاصيل مــثيــرة! - ALMURASEL

عاجل

الثلاثاء، 9 مارس 2021

(المخطط الانقلابي الفاشل) .. تفاصيل مــثيــرة!

 


لساعتين متتاليتين عقدت محكمة جنايات الخرطوم شمال بالأمس جلسة في محاكمة وزير الحكم الاتحادي الأسبق د.علي مجوك والعقيد مصطفى ممتاز ، وآخر بتدبير محاولة لانفاذ مخطط (أكتوبر) للانقلاب على حكومة الفترة الانتقالية.


واماط المتحري المقدم شرطة بالتحقيقات الجنائية حامد شاندينا ، معلومات خطيرة حول محاولة تنفيذ مخطط الانقلاب لإحداث تغيير في البلاد عن طريق استلام القوات المسلحة للسلطة ، منوها الى ان التنفيذ للمخطط كان ابتداء من اتصالات بدولة بريطانيا تمت بين المتهم الاول  علي مجوك وود ابراهيم ، ومن ثم لقائهما بفندق باديس ابابا  واتفاقهما بتنفيذ مخطط رحلة لسفر مجوك للخرطوم ودخوله عبر الحدود الاثيوبية السودانية   للخرطوم ومن ثم انخراطه بعدها في  اجتماعات واستقطاب لافراد بقوات الدعم السريع لتنفيذ معركة افتراضية بمعسكراتها تزامنا مع احتفال البلاد بذكرى ثورة (21) اكتوبر 2020م.
من جهته لم يتوقف المتحري عن الإفصاح للمحكمة عن معلومات اكثر خطورة كشفت عنها التحريات مع المتهم الاول (مجوك) والتي افاد فيها بان هدفه من تنفيذ الانقلاب هو  إخراج رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال ،من السجن وذلك لغسل العار الذي لحق بقبيلة المحاميد بالقبض على هلال ومجموعة كبيرة من اعوان هلال وإيداعهم بسجني (الهدى والجنينة) . فيما حددت المحكمة جلسة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لسماع الشاكي وشاهد الاتهام الاول في الدعوى الجنائية .
(ماشي في خطر)
عندما أشارت عقارب الساعة الى الحادية عشرة من صباح امس ،  مثل المتحري مقدم شرطة حامد شاندينا  امام قاضي المحكمة المشرف بمحكمة جنايات الخرطوم شمال  جمال سبدرات،  وافادها بان خبرته العملية في مجال التحقيق الجنائي امتدت لأكثر من (٢٠) عاما
وكشف المتحري   للمحكمة ان المتهم الاول   علي مجوك بدأت علاقته بالمدعو( ود ابراهيم) منذ العام ٢٠١٩م  بدولة بريطانيا، حيث اجرى ود ابراهيم اتصالات بالمتهم الاول مجوك بخصوص تغيير الوضع في السودان لانه (ماشي في خطر ) بحد قوله وان على القوات المسلحة استلام السلطة بالبلاد، لانه وقتها لم تكن القوات المسلحة قد استلمت السلطة بالبلاد، لافتا إلى أنه ومن خلال التحريات قد ترتب من الاتصالات بينهما ان يقابل مجوك ود ابراهيم باديس ابابا حيث يتم استقباله من المطار وايصاله الى الفندق الذي اعده ود ابراهيم بالطابق الاول غرفة (107) ، موضحا بانه وبالفعل استقبل ود ابراهيم علي مجوك بالفندق وبدأ اجتماع بينهما دارت أحداث رئيسية متمثلة في إحداث تغيير في السودان واسند خلال الاجتماع مهمة للمتهم الاول علي مجوك باستقطاب قادة عسكريين من قوات الدعم السريع أو اي وحدات عسكرية اخرى أو معاشيين داخل العاصمة الخرطوم .


تنفيذ الانقلاب
وكشف المتحري شاندينا ، للمحكمة بانه ومن التحريات فقد اتضح ان تنفيذ عملية الاستقطاب المتفق عليها بين مجوك وود ابراهيم تكون متزامنة مع احتفالات البلاد بذكرى يوم ثورة الفريق احمد عبود 21 /10/2020م، وابان المتحري للمحكمة بانه وفور وصول المتهم الاول (علي مجوك ) للبلاد انخرط في لقاءات واجتماعات مع عدد من ضباط الجيش من بينهم  العميدان بالجيش (خالد /وعماد ) إلا انه لم يتم القبض عليهما على ذمة القضية لاختفائهما بحد قوله ،اضافة الى لقائه بالمتهم الذي لم يقبض عليه ويسمى (ابوالقاسم )، الى جانب لقائه بقيادات مدنية وحيث اجتمع بهم لثلاث مرات بحد تعبيره .


المستقطبون بالدعم السريع
وكشف المتحري للمحكمة بان استقطاب المتهم الاول (مجوك) لأفراد بالدعم السريع من بينهم من كانت له مشاكل اساسية في ولاية غرب كردفان ، وآخرون منهم كانت لهم اشكالية في تكوين اقليم واحد بدارفور ، مؤكدا للمحكمة بان جميع الافراد بالدعم السريع الذين تم استقطابهم بواسطة المتهم الاول (مجوك) لم يوص  بالقبض عليهم بالتحريات ، وارجع ذلك الى انه وبالتحريات اتضح له بان الافراد المستقطبين يتبعون لاستخبارات الدعم السريع وانهم عقب كل اجتماع مع المتهم الاول كانوا يقومون برفع معلومات وتقارير لقياداتهم بالدعم السريع بذلك .


معركة افتراضية
وكشف المتحري للمحكمة انعقاد اول اجتماع للمجموعة بالخرطوم حيث كان بين المتهم الاول (علي مجوك ) والضابطين برتبة عميد بالجيش (خالد /وعماد ) ، اضافة الى لقائه بالمتهم الذي لم يقبض عليه ويسمى (ابوالقاسم ) ، منوها الى ان الاجتماع الاول كان بغرض الحصول على تفاصيل العمل حيث ذكر لهم العميد (خالد ) التابع للجيش بان القوات المسلحة قد اتخذت قراراً بـ(التغيير) وانهم مستلمون الخرطوم بنسبة (90%) .
وكشف ذات المتحري للمحكمة ان الخطة التي كان المتهمون بصدد تنفيذها في يوم 21/10/2020م هي إحداث زعزعة بضرب ذخيرة في معسكرات الدعم السريع والتي اسماها المتهم الاول علي مجوك بالمعركة الافتراضية ، مشددا على انه وبالتحريات فان المتهم الاول (مجوك) هو من سيقوم باستقطاب افراد من الدعم السريع لتنفيذ المعركة الافتراضية ،في ذات الوقت نبه المتحري الى ان المتهم الذي لم يقبض عليه في القضية قد عقد اجتماعات مع المستقطبين من قوات الدعم السريع وقام بتسليمهم مبالغ مالية على دفعتين   .
وكشف المتحري للمحكمة بانه ومن التحريات  فان فشل مخطط تنفيذ المحاولة الانقلابية على الحكومة الانتقالية بالبلاد لم يتم لانه تم القبض على المتهمين وقبل تنفيذ الانقلاب .
(غبن)
فيما نبه المتحري الى اجراء طابور استعراف للشخصية للمتهمين الاول (علي مجوك ) والثالث (مصطفى ممتاز) وتم التعرف عليهما من قبل شهود الاتهام وهم (المستقطبين ) من قوات الدعم السريع الذين كانوا معهم حضوراً في كل الاجتماعات، وكشف المتحري للمحكمة الى انه ومن التحريات كان يقوم باستقطاب افراد تابعين للدعم السريع او افراد مدنيين وذلك لوجود (غبن) من قوات الدعم السريع واستهدافهم ابناء قبيلة المحاميد وسجن معظهم ، اضافة الى انه وبالتحريات تبين اتخاذ إجراءات ابناء المحاميد بالخروج من ادارة الرزيقات بشرق دارفور ، الى جانب استقطاب المتهم الاول مجوك لقبائل اخرى بحكم علاقته بالمنطقة .
وابان المتحري للمحكمة بانه ومن التحريات فإن المتهم الاول استفسر المدعو ( ود ابراهيم )  قائلاً له : (لي اخترتني للاستقطاب ) ،حينها أجابه ود ابراهيم بانه يعرف وجود غبن بقوات الدعم السريع وذلك استهدافها للمحاميد .


عملية دخول البلاد
ولفت المتحري الى ان (ود ابراهيم)  وبعد اجتماعه مع علي مجوك باديس ابابا  قام بتمهيد عملية دخوله الى السودان عن طريق الحدود الاثيوبية السودانية عبر منطقة القلابات ، منوها الى ان ود ابراهيم قام بتجهيز تذكرة سفر على الطائرة للمتهم الاول من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا الى منطقة (قندرة) المتاخمة للحدود السودانية الاثيوبية ، مبينا بانه وفور وصول  مجوك المنطقة الحدودية تم تجهيز حافلة له بسائق أقلته حيث منطقة القلابات ومن ثم تم تسليمه لشخص اثيوبي يدعى (برهان) ، وكشف  المتحري للمحكمة بانه وبحسب التحريات فان هناك متهمى يدعى (ابوالقاسم ) لم يقبض عليه اسندت اليه مهمة عملية ادخال علي مجوك من اثيوبيا للسودان ، فيما نفى المتحري للمحكمة تحريه حول الجهة التي يستقي منها المتهم (ابوالقاسم ) التعليمات والتوجيهات بشأنها إلا ان التحريات كشفت بان هناك تنسيقا بينه وود ابراهيم، وأفاد المتحري  ان (ود ابراهيم ) هو شخص معروف لكل السودانيين   لاسيما وانه قام بمحاولة انقلابية في العام 2014م وكان برفقته وقتها عدد من القيادات العسكرية من بينهم ( المتهم الثالث في البلاغ  العقيد بالجيش مصطفى ممتاز) وهو صديق شخصي لود ابراهيم بحد قوله ، فيما كشف المتحري  للمحكمة ان المتهم الثاني هو من قام بمعاونة المتهم ابوالقاسم الذي لم يتم القبض عليه  لإدخال المتهم الاول للبلاد ، موضحا بان المتهم الثاني وبالتحريات افاد بانه سافر برفقة ابوالقاسم الى القلابات  لاداء واجب عزاء لاحد اسرته وحينها طلب الجلوس في احدى المقاهي وذهب في المقابل للبحث عن مكان العزاء وعاد اليه بعد فترة طويلة وبرفقته شخص واخبره بانه احد اقربائه ويدعى د.عبدالرحمن .


استخبارات الدعم السريع
وكشف المتحري  عند استجوابه بواسطة رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين الثلاثة بان المتهم الاول د.علي مجوك هو اختصاصي انتاج حيواني في بريطانيا ، في ذات السياق نبه المتحري الى ان المتهمين الثلاثة تم القبض عليهم بمنطقة جبرة جنوبي  الخرطوم في فترات متفاوتة تتراوح بين (20/10/2020م الى 8/11/للعام 2020م ) بواسطة قوات استخبارات الدعم السريع قبل تنفيذهم مخطط الانقلاب ومن ثم تسليمهم لدائرة التحقيق الجنائي للتحري معهم حول القضية ، كاشفاً بانه لم يتم القبض على المتهمين الثلاثة وفق  امر قبض صادر من الجهات المختصة ، وعلل ذلك الى انه وفي مثل جرائم المتهمين الموجهة ضد الدولة والمتعلقة بتقويض النظام الدستوري لايتم اصدار أوامر قبض للمتهمين وانما دونه ، مشيرا الى ان التحريات جرت مع المتهمين بمكاتب مباني التحقيق الجنائي وسط حراسة حول المبنى من الخارج بواسطة سيارات من قوات استخبارات الدعم السريع ، فيما نوه الى ان المتهم الاول (مجوك) قد سجل اعترافا قضائيا بالمحكمة على ذمة البلاغ.


قصة  عبدالرحمن
وأفاد المتحري   بانه لم يوص  بالقبض علي المتهم الثاني لعدم ورود اسمه على لسان المتهم الاول عند التحقيق معه ، وانما بالتحريات مع المتهم الثاني ذكر له بانه قد احضر من القلابات برفقة المتهم (ابوالقاسم ) الذي لم يقبض عليه  الى الخرطوم شخص يدعى د.عبدالرحمن واستأجر له شقة بجبرة وكان يقوم بتقديم خدمات له وذلك لعدم تمكنه من الحركة صعودا ونزولا من الشقة لاصابته بقدمه ، وشدد المتحري للمحكمة بانه وبعد ذكر المتهم الثاني لأوصاف  عبدالرحمن اتضح بانه المتهم الاول (د.علي مجوك )، فيما نبه المتحري الى انه وبالتحقيقات فقد اتضح بان المتهمين الثاني وابو القاسم الذي لم يقبض عليه لديهما أعمال طلمبات بجبرة   .
وكشف المتحري للمحكمة القبض على المتهم الثالث (مصطفى ممتاز)  لورود اسمه على لسان شاهد اتهام يدعى (سيف حسن أبوه)  كان حضورا باجتماعات الاستقطاب للمحاولة الانقلابية ،حيث افادهم في التحريات بان   (ممتاز) هو ذات الشخص الذي اجتمع بهم مع العميدين بالجيش (عماد /وخالد) .
في سياق مغاير كشف المتحري اجراءه مواجهة بين المتهمين الاول (مجوك) والثالث (ممتاز) بتاريخ 2 ديسمبر  2020 وذلك لانكارهما معرفتهما ببعضهما الآخر او انخراطهما في اي اجتماعات بشأن الانقلاب وغيره ، ونبه المتحري الى ان المتهم الاول مجوك افادهم بعدم معرفته بالمتهم الثالث مصطفى ممتاز ، مبينا لهم بانه يعرف فقط اسم وزير الخارجية  بالعهد البائد والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول  حامد ممتاز  فقط لاغيره .


مبررات توجيه التهمة
وحول تبرير المتحري توجيه الاتهام للمتهمين الثلاثة ومن بينهم تهمتا تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة الى ان المتهم الاول قام بجمع اكثر من ثلاثة رجال وانخرطوا في اجتماع للمحاولة الانقلابية ، اضافة الى ان المتهم الثاني قام بإحضار المتهم الاول من القلابات للخرطوم ، الى جانب ان المتهم الثالث كان حضورا للاجتماعات .
لا انقلاب ولا معروضات
ونفى المتحري للمحكمة تنفيذ المتهمين لمخطط المحاولة الانقلابية أو احداث للفوضى في البلاد او زعزعة امن الدولة    وأرجع ذلك الى انه تم القبض على المتهمين قبيل تنفيذهم الانقلاب ،فيما نفى المتحري للمحكمة ضبط اي معروضات في البلاغ او محضر اجتماعات وغيره معللاً ذلك الى ان الاجتماعات لتنفيذ انقلاب تكون عادة (شفاهة ) بحد قوله ، في ذات الوقت نفى المتحري للمحكمة تسليم اي من المتهمين مبالغ مالية للأفراد المستقطبين من الدعم السريع .


غسل العار
وفجر المتحري للمحكمة معلومات داوية كشف خلالها  ان المتهم الاول (  مجوك ) افاد بالتحريات بان هدفه الأساسي من المحاولة الانقلابية هو  إخراج رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال ،من السجن  لغسل العار الذي لحق بالمحاميد بالقبض على موسى هلال ومجموعة كبيرة من اعوان هلال وايداعهم بسجني (الهدى والجنينة) ، ونفى المتهم الاول في التحريات مناقشته لاي عمل سياسي في المستقبل خلال الاجتماعات، واضاف المتحري للمحكمة بانه ومن التحريات فان المتهم الاول   له علاقة بموسى هلال  تتعلق بأعمال سياسية ، الى جانب أنهما أبناء قبيلة واحدة وهي (المحاميد) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق