عثمان ميرغني يكتب مؤتمر باريس.. فرصة أخرى ضائعة” - ALMURASEL

عاجل

الجمعة، 30 أبريل 2021

عثمان ميرغني يكتب مؤتمر باريس.. فرصة أخرى ضائعة”

 


حديث المدينة//عثمان ميرغني
مؤتمر باريس.. فرصة أخرى ضائعة”

كعادة بلادنا في إهدار الفرص والأهداف السهلة أمام المرمى الخالي، يبدو أن مؤتمر باريس “الخاص بالاستثمار” سيتحول إلى مجرد مهرجان خطابي بلا جناحين.. ففي الوقت الذي حزمت الحكومة حقائبها للسفر إلى باريس بوفود متنوعة بين الحكومي والقطاع الخاص نسيت الحكومة أمراً مهماً ظللنا نذكر به تكراراً..
المستثمر الأجنبي الذي يحمل أمواله العزيزة إلى أي بلد، لا يفعل ذلك إعجاباً بثورة أو تعاطفاً مع شعب، بل تطلعاً إلى تعظيم الأرباح مع ضمان رأس المال. وأخشى ما يخشاه المستثمر البلاد التي لا يأمن فيها على نفسه أو ماله أو تطلعاته.
قواعد جذب الاستثمار واضحة ، أولاً “دولة القانون” أن تكون الدولة مكتملة البنيان، السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، وأن تلتزم الحكومة قبل الأفراد بالقانون. ولكن الواقع الآن، لا يزال المجلس التشريعي في رحم الغيب، ويتولى التشريع بضعة أشخاص قادرون على إجازة خمسة قوانين في ساعة واحدة!
ثانياً سهولة الإجراءات؛ فالاستثمار يعني الزمن، والحقيقة الآن بدءاً من المسجل التجاري تبدو الأمور في غاية القتامة، تسجيل شركة قد يستغرق سنة كاملة.. و التعامل مع الدواوين الحكومية محكوم بـ”محاسن الصدف” بل تبدو الخدمة المدنية في حالة أقرب للإضراب الصامت.
ظللنا نؤكد على الحكومة استيفاء مطلوبات داخلية حتمية، فالسفر إلى باريس فرصة نادرة يجتمع فيها العالم تحت سقف واحد بنية مساعدة شعب السودان على الانتقال السهل إلى بر الحكم الديموقراطي، لكن العالم لن ولا يستطيع أن يقوم مقامنا في إعداد بلادنا لتكون جاذبة للاستثمار.. وكل الذي فعلته الحكومة –بمنتهى الكسل- هو إجازة قانون الاستثمار وآخر للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص.. وافترضت أن ذلك يفي بنصاب المشاركة في المؤتمر..
بمنتهى الصراحة دعوني أسأل أولي الأمر منا، أصحاب القرار، لو كنت أنت في مقام المستثمر الأجنبي هل تخاطر بأموالك بالاستثمار في السودان؟ ولمزيد من الصراحة – لم أقل الوقاحة- إن كان أمامك اختيار بين أوروبا أو البرازيل أو دول أسيا، أو حتى دول أفريقيا الناهضة هل تحمل أموالك إلى السودان أم تذهب بها إلى تلك الدول؟
الإجابة على هذا السؤال ليست مجرد خيال، بل هي في كنف قصص عشرات المستثمرين السودانيين – وليس الأجانب- هاجروا بأموالهم تلقاء دول جارة لنا لا لشيء سوى أن الاستثمار هناك سهل وآمن.. بل وحتى على مستوى صغار المستثمرين فإن عشرات الآلاف من السودانيين اشتروا من حر مالهم عقارات في جارتنا الشقيقة مصر.. لأن الاستثمار هناك آمن وسهل أيضاً.
مطلوبات مؤتمر باريس – الخاص بالاستثمار- ليست مجرد خطب رنانة وعبير أدبيات الثورة.. بل واقع يجب أن يتحقق على الأرض.. دولة القانون مكتملة الأركان والمؤسسات وخدمة مدنية ناجزة رشيدة.. هذا أضعف الإيمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق