فورين بوليسي ترصد الأخطاء الأمريكية المتراكمة في السودان - ALMURASEL

عاجل

الثلاثاء، 16 مايو 2023

فورين بوليسي ترصد الأخطاء الأمريكية المتراكمة في السودان

 


رصدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة، والدول الغربية والمنظمات الدولية، على جميع المستويات في السودان، وذلك في تحليل مفصل ونظرة شاملة على ما قدمه مراسلوها، نشرته الأحد.


ويقول التحليل إنه في منتصف عام 2019، بعد خلع الرئيس السابق، عمر البشير، كان المحللون يطمحون إلى أن تتمكن واشنطن من مساعدة الخرطوم في شق الطريق نحو نظام ديمقراطي، لكن هذه الآمال تحطمت في أواخر 2021، عندما شن جنرالات السودان انقلابا عسكريا، ثم بعد نحو 18 شهرا من المحاولات السياسية والدلبوماسية الأمريكية، آل الأمر إلى نشوب نزاع مسلح بين الجنرالين المتصارعين عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي).


وينقل التحليل الذي يشكل نظرة شاملة للدورية، ما قاله مسؤول أمريكي لمراسلها روبي غرامر “ربما لم نتمكن من منع الصراع المسلح، لكن الأمر يبدو كما لو أننا لم نحاول من الأساس”، مشيرا إلى أن الجميع الآن يخصصون المقالات، والتقارير، لتفصيل كيفية وصول السودان إلى هذه المرحلة، التي يخشى فيها الجميع من سقوطها في حرب أهلية مدمرة.



ويشير التحليل إلى سؤال محوري هو كيف خذلت الولايات المتحدة السودان؟ مجيبا بأن الولايات المتحدة لم تقدم الدعم الكافي للسياسيين الذين يمثلون الفئة المدنية الساعية للديمقراطية، في مواجهة العسكريين، مضيفا أن واشنطن اكتفت بالتهديدات الفارغة التي لم ينفذ منها شيء، كما أنها لم تصغ للتحذيرات التي أطلقها الدبلوماسيون الأمريكيون، في وزارة الخارجية، وتمنت أن ينفذ العسكريون وعودهم للمبعوثين الدبلوماسيين للسودان، بأنهم لن ينقبلوا على السلطة المدنية. ويخلص التحليل إلى المطالبات التي زادت في الولايات المتحدة بعد الاشتباكات الأخيرة، بأن تعين الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، مبعوثين دبلوماسيين يستطيعون الوساطة بين البرهان وحميدتي، للتوصل لاتفاق طويل الأمد لإطلاق النار.


قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان “يسار” ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك- أرشيف- وكالة الأنباء السودانية

كما يشير التحليل أيضا إلى تقرير سابق نشرته الدورية، حول تفاصيل الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، والدعم الإماراتي الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، والدعم العسكري الذي توفره مجموعة فاغنر للمرتزقة الروس، في مقابل الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية، ومصر لقوات الجيش بقيادة البرهان، ليخلص إلى أن واشنطن كما يقول دبلوماسيون أمريكيون، أصبحت لا تمتلك الوسائل الكافية لوقف العنف، في السودان، ولهذا السبب لا تستمر أي هدنة بين الطرفين، بل إن السياسات التي اتبعتها واشنطن في المنطقة، مهدت الطريق للاشتباكات.



ويعرج التحليل إلى تأثير الصمت الأمريكي على التطورات الأخيرة خاصة ما جرى في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد انهيار الاتفاق الانتقالي السابق بين الأطراف المدنية والعسكرية، والانقلاب على حكومة عبد الله حمدوك، وإلغاء الدستور قبل أسابيع من الموعد المقرر لتسليم العسكريين السلطة بالكامل للمدنيين، مضيفا أن واشنطن والمجتمع الدولي بالكامل غلبوا المصالح قريبة المدى على النظرة الاستراتيجية الواسعة، ثم بعد ذلك الصمت على الاتفاق الذي تم لاحقا للانتقال المدني، دون موافقة الأحزاب السياسية، والمدنية، وكلها أمور شكلت أخطاءا استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.


ويختم التحليل بالنظر إلى سياسات الأمم المتحدة، والغرب بشكل عام، والتي فشلت بشكل ذريع، مشيرا إلى أن الفرصة كانت متاحة لإصلاح الوضع وإتمام الانتقال الديمقراطي، لكن التكنوقراط في السودان، والعالم الغربي، والمؤسسات الدولية، لم يستغلوها، معتبرا أن تعليق إعادة جدولة الدين السوداني، وتأجيل الدعم الاقتصادي، وقروض البنك الدولي، خلال العام الأول لحكومة حمدوك، كان غلطة كبرى، وعندما انتبه الغرب كانت الفرصة قد ولت، ليخلص إلى نتيجة أن الإهمال، والأوهام التي توهمها الغرب أدت إلى فشله في تأمين عملية انتقال حقيقي لنظام ديمقراطي في السودان.


المصدر : فورين بوليسي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق