تفجير الأوضاع في الخرطوم.. السيناريوهات المتوقعة - ALMURASEL

عاجل

الاثنين، 12 أبريل 2021

تفجير الأوضاع في الخرطوم.. السيناريوهات المتوقعة

 


كشف عضو مجلس السيادة الانتقالي الهادي ادريس عن معلومات بوجود مخطط لنقل الأحداث التي تشهدها ولاية غرب دارفور الى ولاية جنوب دارفور، دون الخوض في اي تفاصيل او معلومات اضافية، واتهم جهات لم يسمها بإشعال الصراعات المسلحة، وانتقد التراخي وتعدد الجيوش وعدم تنفيذ الترتيبات الأمنية المتعلقة باتفاق السلام .

صعبة وخطيرة
سبق أن حذر نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو من”مخطط مدروس” للاقتتال وأجندة داخلية لعرقلة السلام رغم سعي الدولة الجاد لإحداث سلام مستدام، وقال “توجد عناصر وتسعى لإشعال الفتن والنزاعات القبلية بغرب دارفور وجنوب كردفان لاسباب مصنوعة”، داعيا إلى الترابط والتعاضد لمواجهة ومحاربة الفتن، وتحقيق السلام وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد .

بحسب مراقبين فإن المشكلة الاساسية التي تواجه المواطنين وعلي الحكومة أن تجد لها حلولا سريعة هي الاوضاع المعيشية، مشيرين إلى أن المواطن يعاني في الحصول على احتياجاته الاساسية، لافتين إلى انه اصبح لا يثق في الوعود التي تطلقها الحكومة بين وقت لآخر حول توفر الدقيق او وصول سفن لميناء بورتسودان محملة بالوقود، وقالوا إن الاوضاع تزداد سوءا بسبب تطبيق روشتات البنك الدولي، وحذروا من مظاهرات يستغلها انصار الثورة المضادة في إحداث عنف اوعد استقرار.

آخرون اكدوا أن الفترات الانتقالية تمر بصعوبات ومنعطفات، ويمكن تخطيها بمزيد من الصبر، وقالوا إن النظام السابق حكم البلاد لـ(30 )عاما وأحدث خرابا ممنهجا على كل المستويات واصلاحه لا يمكن أن ينتهي في عامين، مشيرين إلى أن الحكومة تعمل على معالجات جذرية وليست سطحية وهذا يتطلب بعض الوقت، لتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة .

عضو مجلس الشركاء د.جمال ادريس قال لـ(السوداني) إن كل السيناريوهات متوقعة وعلى الحكومة والجهات المختصة أن تقوم بدورها، وعليها الشروع في تنفيذ ملف الترتيبات الامنية وتكوين القوات المشتركة، واضاف : “على قوات الشرطة والجيش أن تردع اي تحركات”، مؤكدا اهمية توعية المواطنين برتق النسيج الاجتماعي وعدم اعطاء فرصة للنظام البائد او انصار الثورة المضادة.
وقال إن الاوضاع المعيشية صعبة وخطيرة، وتوجد نزاعات في بعض المناطق ولا بد من تحوطات امنية لمنع حدوث عنف قبلي، وطالب بجمع السلاح بجميع الولايات .

سيناريوهات سوداء
محللون سياسيون اشاروا إلى تنافس بين المكونين العسكري والمدني، ويزداد هذا التنافس في العلاقات الخارجية والاختصاصات الامنية داخل الدولة ما ادى إلى بعض الاخفاقات في النواحي الامنية والاقتصادية والسياسية، وتمثلت في دخول الحركات المسلحة إلى العاصمة دون تنسيق، وايضا حوادث النهب الممنهجة .

ربكة في الساحة
الخبير العسكري امين اسماعيل اشار في حديثه لـ(السوداني) انه على صعيد العلاقات الخارجية هناك آليتان تتحركان في السياسة الخارجية الاولى تنفيذية تتبع لمجلس الوزراء والثانية سيادية تتبع لمجلس السيادة، وقال هذا الامر احدث ربكة في الساحة السياسية وادى إلى تشتيت الانتباه نحو القضايا القومية وانحصر الاهتمام في تشكيل المجالس المتخصصة مثل مجلس الشركاء والامن والدفاع وغيرها دون الانتباه لتشكيل المجلس التشريعي المناط به الفصل في القضايا القومية التي تمس الامن الوطني السوداني مثل التطبيع مع اسرائيل والعلمانية والعلاقات الخارجية .

واوضح انه في الجانب الاقتصادي فإن الحكومة لم تتوفق حتى الآن في ترتيب الاقتصاد السوداني وبعد تنفيذ روشتة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تم رفع الدعم عن الدعم عن السلع الاساسية وتعميم الجنيه السوداني وزيادة الدولار الجمركي مما ادى إلى زيادة معدلات التضخم وارتفاع مخيف في الاسعار وزيادة العبء المعيشي على المواطنين .

واشار اسماعيل انه في الناحية الامنية زاد التوتر وروح العداء في اغلب قرارات الدولة الامنية والسياسية، وقال هناك التوتر الحدودي مع اثيوبيا وملف سد النهضة الذي سيقود إلى حرب المياه حسب تصريح مستشار رئيس المجلس الانتقالي العميد الطاهر ابوهاجة، ونوه إلى أن هذا الامر ربما يقود إلى انقسامات كبرى في الساحة السياسية خاصة وسط بعض قيادات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام ولا تزال لديها ارتباطات خارجية .

تأخر الترتيبات الأمنية
ويذهب اسماعيل الى أن ملف الترتيبات الامنية الذي لم يتم تنفيذه على الارض حتى الآن، وقال إن كل هذه المتغيرات الداخلية والخارجية التي تحيط بالسودان فإن السيناريوهات المتوقعة سوداء، ما بين سيناريو انهيار الدولة اقتصاديا وما بين التدخلات الاجنبية عبر البعثة الاممية، وقال إن السيناريو الثالث هو خوض حروب اقليمية ربما تؤدي إلى مزيد من التمزق في الدولة .

ورأى أن الامر يتطلب عاجلا اغلاق الملفات العالقة مع دول الجوار، وعقد مؤتمر للسياسة الخارجية لتحديد توجهات السودان الخارجية والتحالفات المستقبلية، ومشيرا إلى أن اختيار عزلة السودان لتدعيم الانتاج واستعادة الاسواق المفقودة والخروج من فترة العزلة والبلاد اكثر قوة بدلا عن التوجهات المنقسمة بين مكونات الحكومة المختلفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق